السلوقي والجواد
قال
وهو إلى الصيد مسوق القياد
بالله قل لي يا رفيق الهنا
فأنت تدري لي الوفا في الوداد
ألست أهل البيد، أهل الفلا
أهل السرى والسير، أهل الجهاد؟
ألم تكن رب الصفات التي
هام بها الشاعر في كل واد؟
قال: بلى، كل الذي قلته
أنا به المشهور بين العباد
قال: فما بالك يا صاحبي
إذا دعا الصيد، وجد الطراد
تشكو، فتشكيك عصا سيدي
إن العصا ما خلقت للجواد
وتنثني في عرق سائل
منكس الرأس، ضئيل الفؤاد
وذا السلوقي أبداً صابر
ينقاد للمالك أي انقياد؟
فقال: مهلاً يا كبير النهى
ما هكذا أنظار أهل الرشاد
السر في الطير وفي الوحوش لا
في عظم سيقانك يا ذا السداد
ما الرجل إلا حيث كان الهوى
إن البطون قادرات شداد
أما ترى الطير على ضعفها
تطوي إلى الحب مئات البلاد؟
السلوقي مرة للجواد
الشاعر أحمد شوقي
الليث ملك القفار
وما تضم الصحاري
سعت إليه الرعايا
يوماً بكل انكسار
قالت: تعيش وتبقى
يا دامي الأظفار
مات الوزير فمن ذا
يسوس أمر الضواري؟
قال: الحمار وزيري
"ماذا رأى في الحمار؟"
وخلفته، وطارت
بمضحك الأخبار
حتى إذا الشهر ولى
كليلة أو نهار
لم يشعر الليث إلا
وملكه في دمار
القرد عند اليمين
والكلب عند اليسار
والقط بين يديه
يلهو بعظمة فار!
فقال: من في جدودي
مثلي عديم الوقار؟!
أين اقتداري وبطشي
وهيبتي واعتباري؟!
فجاءه القرد سراً
وقال بعد اعتذار:
يا عالي الجاه فينا
كن عالي الأنظار
رأي الرعية فيكم
من رأيكم في الحمار!
وشامخ من الجبال أقود"
"فرد كيافوخ البعير الأصيد
يسار من مضيقه والجلمد"
"في مثل متن المسد المعقد
زرناه للأمر الذي لم يعهد"
"للصيد والنزهة والتمرد
بكل مسقي الدماء أسود"
"معاود مقود
مقلد
بكل ناب ذرب محدد"
"على حفافي حنك كالمبرد
كطالب الثأر وإن لم يحقد"
"يقتل ما يقتله ولا يدي
ينشد من ذا الخشف ما لم يفقد"
"فثار من أخضر ممطور ندي
كأنه بدء عذار الأمرد"
"فلم يكد إلا لحتف يهتدي
ولم يقع إلا على بطن يد"
"ولم يدع للشاعر المجود
وصفا له عند الأمير الأمجد"
"الملك القرم أبي محمد
القانص الأبطال بالمهند"
"ذي النعم الغر البوادي العود
إذا أردت عدها لم تعدد"
-
"وإن ذكرت فضله لم ينفد